التأويل الصوفي للقرآن الكريم: مفهومه، نشأته وتطوره، أقسامه، ضوابط قبوله، وموقف العلماء منه
الكلمات المفتاحية:
التأويل، التفسير، الاستنباط، علوم القرآن، الاتجاه الصوفيالملخص
ارتبط موضوع التأويل الصوفي للقرآن الكريم ارتباطًا وثيقًا بجهتين مهمتين، تشكَّلتا بعد توسّع النموذج التأويلي. تتمثل الجهة الأولى: في المذاهب الروحية الشرقية الممثَّلة في التصوف الهندي، والغنوصي([1])، والرهبانية النصرانية واليهودية، بالإضافة إلى عناصر أخرى كالفلسفة اليونانية، والأفلاطونية المحدثة. وتتمثل الجهة الثانية: في المؤثِّر الفلسفي.
وقد تشعب الاختلاف حول قبول تأويلات هاتين الجهتين؛ مما دفع بعض العلماء إلى صياغة خطوات منهجية للتأويل، سموها بالضوابط. ويأتي هذا البحث محاولًا نفض الغبار عمّا طرأ على مفهوم التأويل الصوفي للقرآن الكريم، ووضعه في سياقه التاريخي لضبط حدوده كمفهوم، متوسلًا بالمنهج الوصفي باعتباره عملًا تقريريًّا يقوم على استقراء وعرض الموضوعات أو المصطلحات، فيصفها كما هي بطريقة منهجية، ثم المنهج التحليلي؛ القائم على دراسة الإشكالات وتفكيكها وتركيبها، فالمنهج التاريخي ذو الوظيفة الاستردادية القاصدة إلى محاولة فهم الحاضر على ضوء الأحداث والتطورات الماضية. وكان من بين النتائج التي توصل إليها البحث؛ أن التأويل الصوفي للقرآن الكريم ليس على وجه واحد، بل هو على أوجه متعددة تغايرت على مرّ التاريخ. وأن ما اتفقت عليه معظم أقوال العلماء هو عدم إخراج التأويل الصوفي للقرآن الكريم عن كونه استنباطًا. وأن التأويل الصوفي للقرآن الكريم على ثلاثة أقسام من حيث الصحة والبطلان. وأن التصدي لهذا الاتجاه التأويلي بالدراسة والتحليل والنقد بدأ مع الواحدي (ت 468هـ) في النص المشتهر عنه، والمنقول عن ابن الصلاح في فتاويه. وقد جاءت تفاصيل هذه المحاولة في خمسة مطالب خصصتها للحديث عن مفهوم التأويل الصوفي، نشأته وتطوره، وأقسامه، وضوابط قبوله، وموقف العلماء منه.
([1]) ورد في المعجم الفلسفي أن العرفان (Gnose) هو العلم بأسرار الحقائق الدينية، وهو أرقى من العلم الذي يحصل لعامة المؤمنين، أو لأهل الظاهر من رجال الدين.
العرفاني (Gnostique) هو الذي لا يقنع بظاهر الحقيقة الدينية، بل يغوص على باطنها لمعرفة أسرارها، كالعرفانيين من اليهود والأفلاطونيين والمسحيين، وهم خمس فرق: الفلسطينيون، والسريانيون، والمصريون، والآسيويون، وأنصار الأفلاطونية الحديثة الذين أخذوا بنظرية التوفيق بين العقائد المختلفة.
ويطلق اسم العرفانية أو الغنوصية (Gnosticisme) على المذهب الذي انتشر في القرنين الثاني والثالث للميلاد، وامتد بطريق الأفلاطونية الحديثة إلى فلاسفة الإسلام... وضده المذهب اللاعرفاني (Agnosticisme) القائل بأن العقل البشري عاجز عن معرفة الحقيقة، أو معرفة المطلق. جميل صليبا، "المعجم الفلسفي". (د.ط، بيروت: دار الكتاب اللبناني، 1982م)، 2: 72، 73.
التنزيلات
التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الفئات
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2024 ليلى محمد بن الحرمة ثمراوي
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International License.
وفقًا لمبادرة بودابست 2002م؛ توفر مجلة تدبر والتي تصدر عن مكتب خبرات طيبة للبحوث والدراسات بالمدينة المنورة الوصول الحر المجاني إلى إصداراتها، وتُطبِّق رخصة المشاع الإبداعي:
نَسب المُصنَّف – غير تجاري 4.0 دولي (Attribution- Non-Commercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0)) للأعمال التي تنشرها من الأبحاث العلمية المحكمة والتقارير، والمتاحة مجانًا في شبكة الانترنت، وأنها تسمح لأي مستعمل بأن يقرأ، يُحمل، ينسخ، يوزع (تحويل)، يطبع، يبحث، أو ينشأ روابط نحو النصوص الكاملة لأبحاث المجلة وإصدارتها، وتحليلها آليا بغرض تكشفيها، أو إرسالها كبيانات للبرمجيات، أو استعمالها لأي هدف قانوني آخر، دون حواجز مالية، قانونية، أو تقنية أخرى تتجاوز تلك المتعلقة بالنفاذ للإنترنت في حد ذاته.
كما تؤكد على أن العائق الوحيد على إعادة الإنتاج والتوزيع والدور الوحيد لحقوق التأليف في هذا المجال، يلزمان ضرورة منح مؤلفي أبحاث وتقارير المجلة والناشر للمجلة؛ التحكم في مصنفاتهم، والحق في الاعتراف الرسمي والاستشهاد المرجعي بهم.
تنشر مجلة تدبر إصدارتها كوصول حر مجاني؛ مع احترام حقوق الملكية الفكرية، ويمكن تنزيل محتوى هذا الموقع/طباعته للقراءة الملائمة مجانًا، كما يمكن إعادة إنتاجه/نسخه/تخزينه في أنظمة الاسترجاع، أو نقله بأي وسيلة حسب رخصة المشاع الإبداعي، والإشارة إلى المؤلف، والمجلة والناشر.
- إن المعلومات الواردة في الموقع أو الأعداد والأبحاث المنشورة، وآراءها تُعبِّر عن وجهات نظر المؤلفين والأطراف ذات الصلة أو المشاركين في المجلة، ولكن ليس الناشر.
- إن الناشر والمجلة غير مسؤولين عن أي نوع من الخسائر/ الضرر المباشر/ غير المباشر لأي فرد أو مؤسسة، ناتجة عن استخدام أيٍّ من المعلومات المقدمة، أو المرتبطة بهذه الاتفاقية.
انظر: مبادرة بودابست2002
كما يمكنكم الاطلاع على سياسات المجلة للوصول المفتوح من هنا